أرضية ندوة "الذات و الآخر في السينما المغاربية" بالملتقى السابع لسينما الشعوب بإيموزار كندر-د.حميد اتباتو- المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
سينما

أرضية ندوة "الذات و الآخر في السينما المغاربية" بالملتقى السابع لسينما الشعوب بإيموزار كندر

  د.حميد اتباتو    

يعد الحديث عن إشكالية الذات و الآخر من صميم حديث الهوية ، وتعد الهوية كما "الآخر " و الذات" من بين مفاهيم الفكر الأساسية التي تم الإنطلاق منها لمساءلة و ضعيات عديدة في  الفكر و الواقع . و كان أن تعددت النظرة إلى هذه المفاهيم جميعها و إلى العلاقة  في  ما بينها و ذلك تبعا لطبيعة المنطلقات النظرية و المرجعيات التي تتكىء عليها كل قراءة ، و تماشيا مع التصور المؤطر للنظر لمفهوم الذات ومفهوم الآخر، و لكيفية التعالق بينهما داخل هوية فرد أو مجتمع أو تجربة ثقافية أو فنية.
لقد وفرت إشكالية الذات و الآخر الأرضية الموضحة لرؤى تختلف إلى هذا الحد أو ذاك إلى حد التناقض، فيمجد بعضها الكينونة الخاصة و يمجد بعضها الآخر و يذهب طرف ثالث إلى تنسيب النظر إلى الذات و إلى الآخرفيما يفهم توجه رابع إشكالية الذات و الآخر كانزلاق إلى مواقع المهيمن و تعبير عن مازق التفكير المنتج لمثل هذه الإشكاليات الخاطئة الخ. و الأساسي في كل هذا هو بروز وجهات النظر هاته لأنها تعين معنى الذات و معنى الآخر و تعين ماهية كينونة ما وكل ذلك انطلاقا من مواقع مختلفة يهم كثيرا التعرف على منطلقاتها .و إذا كان من الطبيعي أن يتضخم الحديث عن الذات و الآخرو عن
الهوية في مجتمع ما أثناء اهتزاز مشروعه الحضاري ،و اصطدام شعبه بواقع الإنتكاس الذي لا يرتفع ، فإنه من الضروري أن تطرح إشكالية الذات و الآخر في كل حقول المجتمع ، و ذلك لأن انتكاس المجتمع يعني بالضرورة انهيار مساعي التقدم داخل حقوله و منها حقل الثقافة و الفن ، حيث لا يمكن عزلها في قراءة نهوض المجتمع أو انهياره . ولأن  واقع مجتمعاتنا المغاربية تعيش الكثير من وقائع السقوط، على الرغم من كل نوايا التقدم المعلنة بصدق أو سوء نية و تقدير، نفترض أن يكون لنقاش محور" الذات و الآخر في السينما المغاربية" قيمة في هذه المرحلة ، و لهذا بالضبط اقترحناه للدورة السابعة من مهرجان إيموزار لسينما الشعوب الذي ينظمه نادي إيموزار للسينما ما بين 11 و 14 نونبر2010.
إن التفكير في إشكالية "الذات و الآخر"  من داخل حقل السينما المغاربية هو مساءلة لهوية هذه السينما ، و لمرجعياتها ، و لآفاقها كذلك .إنه مدخل آخر لقراءة خصوصية التراكم المحقق، و الوقوف عند ثوابته و ابدالاتها،و عند طبيعة ما تفرضه المثاقفة داخل كل هذا ، و ماهية طبيعة المقترحات الخاصة لإغناء التجربة السينمائية الكونية .أكثر من هذا، فنقاش السينما المغاربية من مدخل الذات و الآخر هو محاولة لحصر نوع الوعي الإجتماعي و السياسي و الفني المهاجر في ممارستنا الثقافية و أهم الأطر الفاعلة فيه ، و توضيح مدى اختراقه بالنظرات النكوصية أو التغريبية أو المستلبة أو المجنونة أو المتوحشة الخ. و هو كذلك مناسبة لنقض منزلقات وجهات النظر ، و توضيح صلابة أو هشاشة  قناعتنا بصدد القبول بالآخر و بالذات و مدى أهلية سينمانا لترجمة قناعة القبول بالإختلاف و العمل من أجل تحقيق ذلك خدمة لحضورنا الفاعل داخل قارة الثقافة الكونية . نظن أن السينما المغاربية وفرت ما يكفي من أعمال و إبداعات تجيب عن كل هذا ، و هذا بالضبط  ما نمثل له بأفلام عبد الرحمان سيساكو و محمد هندو وسيدنا سوخنا  من موريطانيا ، و أفلام رضا الباهي و نوري بوزيد و خالد غربال من تونس ، و أفلام محمد الزموري و مرزاق علواش و عز الدين مدور من الجزائر، و سهيل بنبركة ، و نور الدين الخماري و عبد الرحمان التازي من المغرب.
أكثر من هذا فصورة الذات كما صورة الآخر هما أهم ما يتم الإشتغال عليه في كل السينما المغاربية ، و لا يكون الآخر هنا بالضرورة شيئا خارجا عن الذات ، كما تكون الذات آخرا في سياقات محددة و هنا تتداخل الحدود بين الذات و بين الآخر و هو ما تعكسه السينما المغاربية في الكثير من تجاربها ، و لهذا اقترحنا هذا المحور في مهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر و أملنا أن نجعل من الندوة فرصة إضافية لمساءلة التباسات الذات و الآخر و العلاقة بينهما ، و التباسات الهوية في السينما المغاربية ، و أن توضح مداخلات المشاركين بعضا من هذا اللبس و أن تدفع بحرقة السؤال أكثر بغاية البحث عما ينقض بعض الرؤى المأزومة و اقتراح ما يخلخل اليقيني بصدد أشياء تخص الهوية الفكرية و الجمالية للسينما المغاربية بل بصدد حتى مشروعية مثل هذا المحور الذي نقترح له مداخل لمناقشته منها:
-    حدود الذات و حدود الآخر في السينما المغاربية؛
-    صورة الآخر في السينما المغاربية؛
-    رؤية الذات في السينما المغاربية؛
-    السينما المغاربية أي هوية ؟
-    مرجعيات السينما المغاربية؛
-    تجليات الأثر المهاجر في السينما المغاربية ؛
-    مواصفات الذات و الآخر في تجارب سينمائية مغاربية ،( تجربة رضا الباهي- تجربة عبد الرحمان سيساكو- تجربة مرزاق علواش- تجربة سهيل بن بركة....تجارب أخرى...).
و يمكن للمشاركين في الندوة أو الإصدار اقتراح مداخل إضافية تغني هذه الأرضية.



 
  د.حميد اتباتو- المغرب (2010-10-28)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أرضية ندوة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia